‏إظهار الرسائل ذات التسميات دين. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات دين. إظهار كافة الرسائل

🌱 سأنتفع بها أنا… ثم لِمَ لا أنفع بها غيري؟

🌱 سأنتفع بها أنا… ثم لِمَ لا أنفع بها غيري؟

في ضوء قوله صلى الله عليه وسلم:

"خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي"
رواه الترمذي وصححه الألباني

🕌 لماذا أبدأ بنفسي وأهلي؟

  • لأن الخير يبدأ من الداخل.
  • لأن أقرب الناس أحق بخلقك الحسن.
  • لأن النبي ﷺ قدوتنا في حسن العشرة لأهله.

🔷 شعاري العملي:

  • ✅ سأقرأ وأتعلم.
  • ✅ سأختبر الخير في حياتي.
  • ✅ سأنتفع به أنا وأهلي أولًا.
  • ✅ ثم، لما لا؟ أنفع به غيري.

🌷 نصيحة:

الخير ليس كلمات… بل أثرٌ يظهر على نفسك، بيتك، أهلك، ثم يمتد بركة لمن حولك.

💡 تذكّر:

ابدأ بنفسك، فأهلك، فالناس.

🤲 دعاء:

اللهم اجعلنا من خير الناس لأهلنا، وخير الناس للناس.

🌸 *طبق هذا الحديث العظيم… وازرع الخير في بيتك أولًا.*

🌱 ظلم النفس: ما هو؟ وكيف يُرفع؟

🌱 ظلم النفس: ما هو؟ وكيف يُرفع؟

تعريف:

ظلم النفس هو إلحاق الضرر بها باختيار الذنوب والتقصير، مما يعرضها للعقوبة ويمنع عنها الخير.

كيف يقع ظلم النفس؟

  • ترك الصلاة والطاعات.
  • أكل الحرام والاعتداء على حقوق الآخرين.
  • الكذب، الغيبة، النميمة.
  • الإصرار على الصغائر حتى تصبح كبائر.
  • الحسد، الرياء، النفاق.
  • تأخير التوبة والتسويف.

لماذا سُمّي ظلمًا للنفس؟

  • لأن الله لا يظلم أحدًا: «وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون».
  • الذنوب تعود بالضرر على النفس في الدنيا والآخرة.
  • النفس تحرم من الراحة والطمأنينة بسبب المعاصي.

كيف يُرفع ظلم النفس؟

  • التوبة الصادقة.
  • الاستغفار الدائم.
  • الإكثار من الحسنات.
  • الإقلاع عن الذنب والندم عليه.
  • الحرص على الطاعات وبر الوالدين وصلة الرحم.
🕊️ «ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورًا رحيمًا» [النساء:110]

🕊️ عقولنا قاصرة… والعدل كلّه في الإسلام

عقولنا قاصرة… والعدل كله في الإسلام

إن من الحقائق التي ينبغي أن يعيها الإنسان أن عقله مهما بلغ من النضج والحكمة، يبقى عاجزًا عن الإحاطة بكمال العدل الإلهي وحكمته المطلقة. فالعقل البشري مخلوق محدود، تحكمه الأهواء أحيانًا، والقصور أحيانًا، والجهل كثيرًا. أما خالق العقول ومدبّر الكون، فعدله مطلق وحكمته شاملة.

ولهذا جاء الإسلام ليكون هو النهاية العادلة لكل باحث عن الحق، فمن رام العدل خارج شرع الله، فلن يجد إلا ظلمًا أو نقصًا. قال تعالى: ومن أحسن من الله حكمًا لقوم يوقنون (المائدة:50)

ومهما حاول الإنسان أن يقيس عدل الله بنظره القاصر، وجد نفسه يعجز عن الفهم أحيانًا، كما قال تعالى: وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون (البقرة:216)

ومن دلائل عجزنا عن الإحاطة بنعمة الله وعدله وحكمته، أن الله سبحانه قال: وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها (إبراهيم:34) وكذلك قوله تعالى: ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله (لقمان:27)

ومن الأمثلة على العدل الإلهي الذي قد تستغربه العقول البشرية:

  • قصة موسى والخضر (الكهف:60–82) التي أظهرت حكمة الله في أمور خفية.
  • آيات القصاص التي أظهرت أن فيه حياة وعدلًا: ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب (البقرة:179).
  • آيات الميراث التي وزّعت الحقوق بعدل إلهي يفوق إدراكنا: آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من الله (النساء:11).

فالإسلام هو العدل المطلق، وكل من حاول أن يجد عدلًا كاملًا خارج الإسلام، لن يجد إلا نقصًا أو ظلمًا.

✨ التطوّر.. طريق للاعتراف بعظمة الله، لا مبرّر للعصيان

التطور.. طريق للاعتراف بعظمة الله، لا مبرّر للعصيان

✨ التطوّر.. طريق للاعتراف بعظمة الله، لا مبرّر للعصيان

في زمنٍ تكثر فيه النظريات والاكتشافات العلمية، قد يظن البعض أن التقدّم العلمي والتطور التكنولوجي سبيل للتحرر من الدين، أو ذريعة للتمرد على أوامر الله. ولكن الحقيقة، التي يدركها كل من تأمل بصدق، هي أن كل تطور علمي هو في جوهره برهان جديد على عظمة الخالق، ودليل ساطع على حكمته وعلمه اللامحدود.

🔍 العلم يكشف، والله يعلم

كلما تقدّمت البشرية في فهم الكون، من الذرّة إلى المجرة، ومن الجينات إلى الكواكب، ازداد وضوح النظام والدقة التي تحكم كل شيء. وهذا النظام لا يمكن أن يكون صدفة، بل هو نتيجة علمٍ محيطٍ، وقدرةٍ مطلقة، وحكمةٍ لا تحدّها العقول.

قال الله تعالى:
❝ ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ❞ [الملك: 14]

فهو سبحانه يعلم ما كان، وما يكون، وما سيكون، ولا شيء يحدث إلا بعلمه ومشيئته.

❗ فهل يُعقل أن نعصيه باسم العلم؟

إن من التناقض المؤلم أن يستدل بعض الناس على "الاستغناء عن الله" بما كشفه الله لهم من أسرار خلقه! فكل قانون فيزيائي، وكل توازن كوني، وكل تطور بيولوجي، هو في حقيقته آية من آيات الله، فكيف نتعامل مع الآيات بالتجاهل، أو نجعل منها حجة للعصيان؟

🧠 التطوّر لا يناقض الإيمان، بل يقوّيه

ليس في علم الله تناقض، وليس في قَدَره اضطراب. وما نراه من تغيّرات وتطوّر في الطبيعة أو في مسار التاريخ، إنما هو جزء من الخطة الإلهية الشاملة، التي لا تخفى فيها ذرة.

حين نفهم ذلك، نزداد إيمانًا، وتسليمًا، وخشوعًا. ونقول بقلب مطمئن:

"سبحانك ربنا، ما خلقت هذا باطلاً، فقِنا عذاب النار."

📝 خلاصة

التطور العلمي والتقني ليس دعوة للغفلة عن الله، بل هو بابٌ لفهم حكمته، ومجالٌ لرؤية عظمته. فلنكن من الذين يرون في كل كشف علمي نورًا يهديهم إلى خالقهم، لا ظلمة تبعدهم عنه.

🩺 حين يختلّ التوازن... من يعيده؟

حين يختلّ التوازن... من يعيده؟

🩺 حين يختلّ التوازن... من يعيده؟

افتتاحية:

خلق الله جسد الإنسان في توازن دقيق. كل عضو، كل خلية، كل قطرة دم تعرف دورها في هذا النظام المعجز. لكن ماذا إذا اختلّ هذا التوازن؟ ماذا إذا مرض الجسد، واهتزّت تلك الدقّة التي كنا نظنها لا تتغيّر؟ هنا يظهر السؤال الكبير: من يعيد الأمور إلى نصابها؟

الجواب في آية واحدة:

﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾
(سورة الشعراء – الآية 80)

لم يقل: "إذا شُفيتُ فقد شفيتُ"، بل نسب المرض لنفسه، والشفاء لله. لأن المرض قد يكون نتيجة تقصير أو اختبار، أما الشفاء، فمهما كانت أسبابه... فهو من الله وحده.

تعديل داخلي: جسد يتفاعل بأمر الله

في كثير من الأحيان، يبدأ الشفاء من داخل الجسم:

  • ترتفع الحرارة لتقتل الجراثيم.
  • الجهاز المناعي يتحرك لمحاربة العدوى.
  • الجروح تلتئم تلقائيًا.
  • الكبد، البنكرياس، الكلى… تعمل لإعادة التوازن.

هذه ليست مصادفة. بل هذا ما أودعه الله فيك، كجزء من رحمته. حتى وأنت غافل… جسدك يعمل ليعيدك إلى العافية.

تدخل خارجي: شفاء مسخَّر

لكن إن عجز الجسد، يسخّر الله لك من حولك:

  • طبيب حاذق يشخّص.
  • دواء فعّال يعالج.
  • جراحة دقيقة تصلح الخلل.
  • رعاية محبّة تدعم النفس والجسد.

وفي النهاية، كل هذا لا يُجدي إن لم يأذن الله بالشفاء.

﴿قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ﴾
(سورة فصلت – الآية 44)

خاتمة:

في كل مرض، هناك طريقان للشفاء: أحدهما يسلكه الجسد من داخله، والآخر يسلكه الطبيب من خارجه… لكن القاسم المشترك بينهما واحد:

﴿فَهُوَ يَشْفِينِ﴾

فثق، واطمئن… واطلب الشفاء من بابه الحقيقي.

✍️ كتبه: سلمان كمال
📅 التاريخ: 1 يوليو 2025

ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض

ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض

ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض: دعوة قرآنية للرضا والعدل

✨ مقدمة:

في عالم تتصارع فيه القلوب على الحظوظ، وتُقارن فيه الأقدار، يأتينا قول الله تعالى في سورة النساء، آية 32، ليوقظ فينا الوعي والرضا:

"وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ۚ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا"

🌿 لماذا نُهينا عن تمني ما عند غيرنا؟

لأن التمني السلبي يولّد الحسد، ويزرع الحزن، ويُشغل القلب عمّا هو أنفع. فحين تنشغل نفس الإنسان بما رزق الله غيره، ينسى شكر ما عنده، ويغفل عن طلب الفضل من مصدره الحقيقي: الله.

⚖️ التفضيل بين الناس حكمة وليس ظلمًا:

الله فضّل بعض الناس على بعض في الرزق، والقدرات، والجمال، والوظائف... لكن هذا التفضيل ليس ظلما، بل جزء من نظام إلهي متكامل تقوم عليه الحياة:

  • فلولا اختلاف الأدوار، لاختلّ التوازن.
  • ولولا تفاوت الأرزاق، لضاعت روح التعاون والتكامل.

🌟 اسأل الله من فضله، ولا تتعلق بما في يد غيرك:

بدلًا من أن تتحسّر على ما عند الآخرين، علّمك الله طريقًا أكرم:
واسألوا الله من فضله
فربّك كريم، والفضل عنده واسع، وهو يعلم ما يصلحك أكثر مما تعلم أنت نفسك.

💡 ومضة تربوية:

علّم أبناءك وبناتك هذه القاعدة الذهبية:
لا تنظر لما في يد غيرك، بل اسأل الله أن يُبارك لك في نصيبك، ويزيدك من فضله.

🧠 كيف نعيش هذه الآية في حياتنا؟

  1. امتنع عن المقارنات المدمّرة.
  2. ركّز على نقاط قوتك.
  3. ادعُ الله بصدق أن يرزقك من فضله.
  4. كن ممتنًا لما عندك، فالشكر يجلب المزيد.
  5. ثق بعدل الله، فكل ما أعطاك إياه هو لحكمة يعلمها.

💬 خاتمة:

في كل مرة تنظر فيها إلى ما عند غيرك، تذكّر قول الله:
"ولا تتمنّوا ما فضّل الله به بعضكم على بعض..."
وهمس لنفسك:
"أنا راضٍ بما قسمه الله لي، وأسأله من فضله العظيم، فهو أكرم الأكرمين."

لا تموتن إلا وأنتم مسلمون…

لا تموتن إلا وأنتم مسلمون…

يظنّ بعض الناس أن مجرد النية، أو العيش في بلد مسلم، أو حمل اسم "محمد" أو "أحمد"، كافٍ ليُختم له بالإسلام…

لكن الحقيقة مختلفة.
الخاتمة الطيبة لا تُمنح صدفة، بل تُمنح لمن سعى وثبت، لمن جاهد نفسه، وسأل الله الثبات، وخاف أن يُفتن في لحظة غفلة.

"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون."
(سورة آل عمران – الآية 102)

الله تعالى لا يأمرنا فقط أن نعيش كمسلمين، بل أن نثبت على الإسلام حتى الممات.
أن نُسلِّم لله في حياتنا، حتى نُبعث على ذلك.

⚠️ انتبه…

  • النية وحدها لا تكفي إن لم تُترجم إلى استقامة.
  • البيئة الإسلامية لا تضمن النجاة، إن لم يكن القلب حيًا.
  • الهوية لا تُغني شيئًا إذا لم توافقها الأعمال.

كم من الناس عاشوا في بلاد الإسلام، وقلوبهم كانت بعيدة…
وكم من أناس ختم الله لهم بخير، لأنهم ثبتوا على الطاعة في الخفاء.

إذًا، ماذا نفعل؟

  • نجدد إيماننا كل يوم.
  • نكثر من قول: اللهم يا مقلب القلوب، ثبّت قلبي على دينك.
  • نحاسب أنفسنا بلطف، ونعود إلى الله باستمرار.

🌿 همسة أخيرة:

لا تطلب فقط أن تموت مسلمًا…
بل اطلب من الله أن تعيش مسلمًا بحق،
حتى تلقاه، فيكون راضياً عنك، وتكون مسلمًا عند الرحيل… لا بالاسم، بل بالحال.

📌 بقلم: سلمان كمال
مدونة: بذرة لايف

يمرّون على آيات الله وهم عنها معرضون

يمرّون على آيات الله وهم عنها معرضون

في زحمة الحياة، نعيش كأننا مخلدون. نُسابق الزمن، نركض خلف الرزق، نُلاحق المتاع، وتمرّ علينا آيات الله صباحًا ومساءً… دون أن ننتبه. نُشاهد المعجزات تتكرر في الأفق وفي أنفسنا، نسمع القرآن يُتلى، ونقرأ الآيات، لكن القلب في مكان آخر، والعين تنظر دون أن تبصر.

الغفلة ليست فقط أن تنسى الله، بل أن تعيش وكأنك لن تلقاه. تمرّ على نعم لا تُعد، على تحذيرات لا تُحصى، على مشاهد في الكون والقرآن، ثم تُكمل الطريق كأن شيئًا لم يكن.

"وفي أنفسكم أفلا تبصرون" (الذاريات: 21)

"سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق" (فصلت: 53)

كل شيء من حولك يتكلم عن الله: غروب الشمس الذي يذكّرك بنهاية العمر، الشجرة اليابسة التي عادت خضراء لتذكّرك بالبعث، الطفل الذي وُلد لتدرك قدرة الخالق، الميت الذي يُدفن ليذكّرك بمصيرك…
لكن الإنسان، في غفلته، لا يسمع هذه النداءات.

"وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون" (يوسف: 105)

حتى القرآن، الذي يُتلى في البيوت، في المساجد، في الهواتف… أصبح صوتًا مألوفًا لا يحرك القلب، ولا يُرعد الجسد.
كم مرة مررنا على آيات الجنة، ولم نشتقّ لها؟
كم مرة سمعنا آيات النار، ولم نرتجف؟
كم مرة قرأنا:

"أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" (محمد: 24)

ومع ذلك، بقينا نقرأ بلا تدبر، ونسمع بلا تأثر.

لكن الغفلة لا تدوم…
فلكل إنسان لحظة استيقاظ، قد تكون عند مصيبة، أو عند فقدان، أو عند مرض، أو… عند الموت.
عندها تتغير الرؤية، وتنكشف الحقيقة، وتُقال الكلمة التي تُرجّ القلب:

"لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد" (ق: 22)

عندها يرى الإنسان كل ما كان غافلًا عنه.
يرى كم ضيّع من الوقت، وكم أعرض عن الآيات، وكم تجاهل النداءات.
لكن حينها، لا ينفع الندم، ولا تُقبل العودة.

فهل ننتظر حتى يصبح بصرنا "حديدًا"؟

هل ننتظر لحظة الموت لنرى الحقيقة التي أمامنا منذ الآن؟
دعونا نستيقظ قبل فوات الأوان.
دعونا ننظر بعين التأمل، لا بعين العادة.
دعونا نمرّ على آيات الله ونحن مُبصرون، لا غافلون.

"إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد" (ق: 37)

اللهم لا تجعلنا من الغافلين،
ولا تكشف الغطاء إلا وقد تبنا وأنبنا ووعينا،
اللهم اجعلنا نرى بقلوبنا قبل أن نرى بأبصارنا.

الشجرة

 

🌿 المقدّمة:

الشجرة… ليست فقط قصة في الجنة

ليست الشجرة التي نبتت في الجنة فقط هي ما يُراد لنا أن نتدبّره…
بل هناك شجرة أخرى، تنبت كل يوم في أعماق قلوبنا:
في قراراتنا، في اختياراتنا، في ضعفنا أمام الشهوة، وفي نسياننا للوصية.

نحن أبناء آدم…
نقرأ قصته، فنحزن عليه، ونلومه:
كيف نسي؟ كيف أكل؟ كيف خرج من الجنة؟
لكننا لا نلتفت إلى الحقيقة الموجعة:
نحن نعيد نفس القصة كل يوم… بشهوتنا، بتقصيرنا، بتبريرنا.

أباح الله لنا نعيمه، وفتح لنا أبوابًا واسعة من الحلال،
ومنع شيئًا يسيرًا،
ذلك الشيء كان رمزًا للاختبار، لا لقمع الرغبة، بل لتربية الإرادة.
فهل وقفنا عند حدّه؟
أم اقتربنا، رغم التحذير؟

هذه السلسلة ليست تفسيرًا تقليديًا،
بل رحلة نحو الداخل
نحو الشجرة التي فينا، لا التي في الجنة.
وقفة تأمل… ومراجعة… ودعوة للرجوع.
لكن لا إلى الشجرة،
بل إلى الله.
لا تحت ظلها،

بل في ظل رحمته

هذه كانت فاتحة الطريق...
وفي أول محطة من هذه السلسلة، سنتوقف أمام سؤالٍ قديمٍ – جديد:
لماذا لم يُسمّ الله الشجرة؟
وما سرّ هذا الصمت القرآني عن نوعها؟

لنكتشف معًا أن الحكمة ليست في معرفة ماهيّة الشجرة… بل في مغزى النهي عنها.

✨ إلى اللقاء في أول تأمل….

تأخرنا… دفنّاه مرتين | رسالة صادمة عن الندم بعد فوات الأوان

 

تأخرنا… دفنّاه مرتين

تأخرنا… دفنّاه مرتين

تأخرنا… دفنّاه مرتين.
مرةً حين كان بيننا حيًّا يتألم، ومرةً حين حملناه إلى القبر بصمت ودموع.

رأيناه يتقلّب في ضيقه، يختنق بكبريائه، يخفي حاجته خوفًا من الانكسار، وسكتنا.
مررنا أمامه ونحن نعلم أنه لا يعيش بل ينجو يوماً بيوم، ومع ذلك لم نفعل شيئًا.

ثم حين مات… اجتمعنا.
تهافتنا نحمل له الطعام الذي لم نُقدّمه له وهو حي.
لحوم، خضر، فواكه… كم بدا كرمنا جميلًا، لكن متأخرًا!

لو أننا طرقنا بابه قبل أن يُغلق إلى الأبد،
لو أننا قلنا له كلمة طيبة قبل أن يُغلق فمه الكفن،
لو أننا غسلنا فقره ببعض العطاء، بدل أن نغسل جسده بالماء…

لو أننا خففنا عنه في الحياة، ما احتجنا إلى أن نبحث له عن أجر بعد موته.

كم مرة دفنّا ضميرنا قبل أن ندفن أحبابنا؟
كم مرة أخّرنا المعروف حتى فات أوانه؟

فلنصنع شيئًا قبل أن يصبح العزاء هو الشيء الوحيد الذي نجيده.

لا نريد أن نكرّر هذا الندم كل مرة…
لا نريد أن تبقى الكلمة الطيبة، والزيارة، واللقمة، رهينة العزاء فقط.

التصنيفات: حكمة الحياة، موت ودفن، ضمير اجتماعي، رسائل مؤثرة، فقر وكرامة، مقالات إنسانية، ندم وتأمل

وفاة الدكتور بساعد محمد، الطبيب البيطري الطيب – رثاء مؤثر يلامس القلوب

في لحظة لا تشبه غيرها، خيّم الصمت، وتوقف الكلام، وذبلت الأنفاس...
فقد رحل محمد، الطبيب البيطري الذي لم يكن مجرد طبيب، بل كان قلبًا نابضًا بالرحمة، وروحًا مفعمة بالأخلاق، ولسانًا لا ينطق إلا بالخير.

لقد عرفناه لا بصفته فقط، بل بشخصه الجميل.
كان محمد رجلًا طيبًا، خلوقًا، هادئًا في حديثه، حسن النبرة، يأسر من يجالسه بلطافته، ويترك في النفس أثرًا لا يُنسى.

علمه كان واسعًا،
لا يبخل به على أحد، يعلّمه للطلبة، وينشره في النقاش، ويسقي به الحقول والمزارع كما تسقى الأرض بماء السماء.
كان يؤمن أن الطب البيطري رسالة قبل أن يكون مهنة، وأن العناية بالحيوان جزء من الرحمة التي يضعها الله في قلوب عباده.

لكنه لم يكن علمًا فقط...
كان صاحب نكتة لطيفة، لا تجرح، بل تداوي.
يُلقي دعابته في الوقت المناسب، ليُطفئ بها تعب يومٍ ثقيل، ويبعث في النفوس روحًا جديدة.
كان إذا ضحك، ضحكت معه الأرواح، وإن ابتسم، تبسمت الحياة.

فكيف لنا أن نصدّق أن هذا الصوت خفت، وأن تلك الضحكة لن تُسمع بعد اليوم؟
كيف تمضي يا محمد، وتتركنا في وجع الصمت؟
كيف تترك غرفتك، أدواتك، ودفاترك التي ما زالت تعبق بحبر العلم، وروحك؟

رحلتَ، لكنك لم تغب...
ذكراك تعيش في قلوبنا،
في كل روح أنقذتها،
في كل طالب علمته،
في كل كلمة طيبة قلتها،
وفي كل بسمة منحتها لنا دون مقابل.

نم هادئًا يا من عشتَ كريمًا...
يا من كنتَ عنوانًا للرحمة والاحتراف والنُبل.

نسأل الله أن يجعل علمك صدقة جارية،
وأن يفتح لك في قبرك نورًا لا ينطفئ،
وأن يُسكنك فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء.

وداعًا محمد...

لن ننساك. 

لا تعجل في الغضب... فالعرق دساس

 

لا تعجل في الغضب… فالعرق دساس

لا تعجل في الغضب… فالعرق دساس

إذا رأيت من أحدهم ما يريبك، أو فعلاً غريبًا لم تعهده منه، فلا تُسارع إلى الغضب، ولا تُسرف في الحكم عليه.

تذكّر أن النفوس فيها جذورٌ قديمة، وأخلاقٌ ترسخت من بيئة وتربية وأصل… فما تراه اليوم ربما ليس من صنعه وحده، بل هو امتداد لما نشأ عليه أو ما وُرثه من أهله ومحيطه.

"العرق دساس"

أي أن الأصل والطباع القديمة تدسُّ نفسها في السلوك دون استئذان، حتى وإن حاول الإنسان أن يُخفيها أو يُزيّنها.

فلا تقسُ عليه، ولا تحكم من أول زلّة، فقد يكون أسيرًا لما تربّى عليه، لا عدوًّا لك. واصبر، فقد تكون في كلماتك اللينة وهَدْيِك الحسن مفتاح هداية له وتغييرًا في مساره.

ولا تنسَ أنك أنت أيضًا لست معصومًا… ومن منا لم تظهر فيه يوماً بقايا من طباعٍ قديمة؟

فالتمس لأخيك عذرًا، وادعُ له بدل أن تدعو عليه.

رفقًا بالناس، فالنفس معقّدة، والعرق دساس، ولكن الرحمة أعظم تأثيرًا من كل وراثة.

🌱 هل وجدتَ في هذه الكلمات بصيرة تمسّ قلبك؟
تابع القراءة في مدونة "بذرة" 🌿

حركت الوتد فقط... الكارثة لا تبدأ بقنبلة

 

"حرّكتُ الوتد فقط..." — الكارثة لا تبدأ بكارثة

هل سمعت يومًا عن قصة بدأت بانهيار كامل؟ في الواقع... لا توجد.
كل القصص تبدأ بلا شيء يُذكر: نظرة. كلمة. لحظة. وتد.

في حكاية قديمة، اقترب الشيطان من خيمةٍ يملؤها السلام، وقال:
"دعوني فقط أحرّك هذا الوتد."

تحرّك الوتد... اهتزّت البقرة... سُكِب الحليب... دُهس الطفل...
صرخة أم، غضب أب، مشاجرة، سيوف، دماء، موت، خراب...
وحين سُئل الشيطان:
ماذا فعلت؟ قال:

"حرّكتُ الوتد فقط!"

💔 هكذا يفعل بنا الخطأ الصغير:

  • كلمة لم تُفلترها... تُكسر بها قلبًا.
  • مزحة ظننتها خفيفة... تهدم بها علاقة.
  • تساهل في مبدأ صغير... يفتح عليك بابًا لا يُغلق.

والنتيجة؟
أنت لم تكن "سيئًا" في نظرك...
أنت فقط حرّكت وتدًا... والباقي حدث من تلقاء نفسه.

🌧️ الحقيقة التي نخاف الاعتراف بها:

كلنا نملك أوتادًا مهتزّة في حياتنا…
أشياء صغيرة نعلم أنها خاطئة، لكننا نُسكت ضميرنا ونقول: "ما المشكلة؟ الأمر بسيط."

لكن الخراب لا يحتاج إلى قنبلة… يكفيه شق صغير.

💬 قل لي بصدق:

  • ما هو "الوتد" الذي أهملته؟
  • ما هي "اللحظة الصغيرة" التي ندمت بعدها كثيرًا؟
  • وما الهمسة التي سمحت لها بالدخول... فاحتلتك بالكامل؟

شاركنا — لعلّ قصتك توقظ روحًا غافلة. 🌱

Pinned Post

🌱 سأنتفع بها أنا… ثم لِمَ لا أنفع بها غيري؟

🌱 سأنتفع بها أنا… ثم لِمَ لا أنفع بها غيري؟ في ضوء قوله صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" ...