ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض: دعوة قرآنية للرضا والعدل
✨ مقدمة:
في عالم تتصارع فيه القلوب على الحظوظ، وتُقارن فيه الأقدار، يأتينا قول الله تعالى في سورة النساء، آية 32، ليوقظ فينا الوعي والرضا:
"وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ۚ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا"
🌿 لماذا نُهينا عن تمني ما عند غيرنا؟
لأن التمني السلبي يولّد الحسد، ويزرع الحزن، ويُشغل القلب عمّا هو أنفع. فحين تنشغل نفس الإنسان بما رزق الله غيره، ينسى شكر ما عنده، ويغفل عن طلب الفضل من مصدره الحقيقي: الله.
⚖️ التفضيل بين الناس حكمة وليس ظلمًا:
الله فضّل بعض الناس على بعض في الرزق، والقدرات، والجمال، والوظائف... لكن هذا التفضيل ليس ظلما، بل جزء من نظام إلهي متكامل تقوم عليه الحياة:
- فلولا اختلاف الأدوار، لاختلّ التوازن.
- ولولا تفاوت الأرزاق، لضاعت روح التعاون والتكامل.
🌟 اسأل الله من فضله، ولا تتعلق بما في يد غيرك:
بدلًا من أن تتحسّر على ما عند الآخرين، علّمك الله طريقًا أكرم:
واسألوا الله من فضله
فربّك كريم، والفضل عنده واسع، وهو يعلم ما يصلحك أكثر مما تعلم أنت نفسك.
💡 ومضة تربوية:
علّم أبناءك وبناتك هذه القاعدة الذهبية:
لا تنظر لما في يد غيرك، بل اسأل الله أن يُبارك لك في نصيبك، ويزيدك من فضله
.
🧠 كيف نعيش هذه الآية في حياتنا؟
- امتنع عن المقارنات المدمّرة.
- ركّز على نقاط قوتك.
- ادعُ الله بصدق أن يرزقك من فضله.
- كن ممتنًا لما عندك، فالشكر يجلب المزيد.
- ثق بعدل الله، فكل ما أعطاك إياه هو لحكمة يعلمها.
💬 خاتمة:
في كل مرة تنظر فيها إلى ما عند غيرك، تذكّر قول الله:
"ولا تتمنّوا ما فضّل الله به بعضكم على بعض..."
وهمس لنفسك:
"أنا راضٍ بما قسمه الله لي، وأسأله من فضله العظيم، فهو أكرم الأكرمين."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق