🩺 حين يختلّ التوازن... من يعيده؟
افتتاحية:
خلق الله جسد الإنسان في توازن دقيق. كل عضو، كل خلية، كل قطرة دم تعرف دورها في هذا النظام المعجز. لكن ماذا إذا اختلّ هذا التوازن؟ ماذا إذا مرض الجسد، واهتزّت تلك الدقّة التي كنا نظنها لا تتغيّر؟ هنا يظهر السؤال الكبير: من يعيد الأمور إلى نصابها؟
الجواب في آية واحدة:
﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾
(سورة الشعراء – الآية 80)
لم يقل: "إذا شُفيتُ فقد شفيتُ"، بل نسب المرض لنفسه، والشفاء لله. لأن المرض قد يكون نتيجة تقصير أو اختبار، أما الشفاء، فمهما كانت أسبابه... فهو من الله وحده.
تعديل داخلي: جسد يتفاعل بأمر الله
في كثير من الأحيان، يبدأ الشفاء من داخل الجسم:
- ترتفع الحرارة لتقتل الجراثيم.
- الجهاز المناعي يتحرك لمحاربة العدوى.
- الجروح تلتئم تلقائيًا.
- الكبد، البنكرياس، الكلى… تعمل لإعادة التوازن.
هذه ليست مصادفة. بل هذا ما أودعه الله فيك، كجزء من رحمته. حتى وأنت غافل… جسدك يعمل ليعيدك إلى العافية.
تدخل خارجي: شفاء مسخَّر
لكن إن عجز الجسد، يسخّر الله لك من حولك:
- طبيب حاذق يشخّص.
- دواء فعّال يعالج.
- جراحة دقيقة تصلح الخلل.
- رعاية محبّة تدعم النفس والجسد.
وفي النهاية، كل هذا لا يُجدي إن لم يأذن الله بالشفاء.
﴿قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ﴾
(سورة فصلت – الآية 44)
خاتمة:
في كل مرض، هناك طريقان للشفاء: أحدهما يسلكه الجسد من داخله، والآخر يسلكه الطبيب من خارجه… لكن القاسم المشترك بينهما واحد:
﴿فَهُوَ يَشْفِينِ﴾
فثق، واطمئن… واطلب الشفاء من بابه الحقيقي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق