في زوايا بيوتنا، في صمت زائرٍ غير مدعوّ، يظهر فجأة شيء نطلق عليه اسمًا عجيبًا: "القرلو".
قد يكون صرصورًا، فأرًا، أو نملاً... وقد لا نعرف له شكلاً محددًا، لكنه حين يأتي، لا يُخطئ الباب.
لطالما حاولنا طرده. بالمبيدات، بالصراخ، بالهروب.
لكن سؤالاً آخر، أعمق، بدأ يتسلل إلى عقولنا:
لماذا جاء؟ وماذا يريد؟
القرلو لا يأتي صدفة
ليست كل الحشرات سواء، لكنها تتشابه في شيء واحد:
لا تدخل مكانًا خاليًا.
لا يظهر الذباب إلا حيث توجد بقايا تُغذّيه.
لا يأتي الناموس إلا حيث الرطوبة والركود.
ولا يقتحم الفأر جحرًا إن لم يجد ما يأكله.
إذن، فالمشكلة ليست في القرلو نفسه… بل في البيئة التي جعلته يختارنا دون غيرنا.
عِبرة بيئية… ورسالة حياتية
كل كائن يبحث عن ما يحتاجه ليعيش.
الذباب يبحث عن القمامة.
القط يبحث عن الدفء.
الفأر يبحث عن الفُتات.
وكذلك "الأفكار المزعجة"، والمشاعر السلبية، وحتى بعض الأشخاص السامين… لا يظهرون في حياتنا عبثًا.
هم — كما القرلو — لا يأتون إلا إذا كانت في داخلنا أو حولنا بقايا جذبَتهم:
-
ضعف حدود.
-
إهمال جانب من الذات.
-
سكوت عن فوضى داخلية.
بدل أن تقتل القرلو… اسأله: ماذا وجدت عندي؟
ربما يكون الحل أعمق من الرش والطرد.
ربما نحتاج أن نُنظّف ما يجذبه.
في البيوت: بقايا طعام أو رطوبة.
في النفس: فوضى، تردد، أو فراغ.
فحين نُزيل ما يجذب القرلو، لن يعود.
بل لن يجد سببًا للمجيء أصلاً.
القرلو مرآة لا عدو
هو ليس عدوًا بالضرورة، بل رسالة صغيرة من الحياة، تقول:
"هناك شيء فيك أو في بيئتك… يحتاج عناية."
فانظر إليه لا ككابوس، بل كمرآة تعكس شيئًا غفلته.
وتذكّر دائمًا:
لا شيء يأتي عبثًا… حتى القرلو.