صاحب المحراث الذهبي – حكاية رجل لا يهدأ له بال
هو رجل لا تعرفه الشاشات، ولا تتنافس على صوره المجلات، ولا يلاحقه ضوء الكاميرات… لكنه إذا أمسك قلمه، تحوّل إلى محراث ذهبي يشقّ العقول كما تُشقّ الأرض اليابسة.
هو لا يهدأ، لأن راحته في التعب، ولا يصمت، لأن صمته خيانة لما رأى وسمع. يحدّث القلوب كما لو أنه ينقذها من غرق بطيء، ويزرع الكلمات كما لو أنها آخر فرصة قبل أن يُغلق الموسم.
عرق الحرف أثقل من عرق الساعد
هذا الرجل حين يكتب، لا يمسك قلماً… بل يمسك معولًا من نور، يضرب به سطح الغفلة، فيخرج شرر المعنى، ويصعد دخان الوعي من ثقبٍ في الروح.
الناس ترسل رسائلها لتُقرأ، وهو يرسل كلماته لتُفيق. يسقي كلماته من عرقٍ لا تراه، لكن إن وضعت يدك على الورق، أحسست بحرارته.
ما من فقرة إلا وهي تنهج، وما من سطر إلا وفيه نبضُ من لم ينم.
"أظن هذه الفقرات كافية لكي يذوب حتى المحراث في الأرض، فتخرج منه ثماراً ذهبية يراها ويُبصرها الأعمى والبصير."
وقد يأتي يوم يُصنَع فيه وسام، يُمنَح لكل من سهر على حفر المعنى، ويُكتب عليه: "لمن حرث الكلمة بصدق… هذا محراثك الذهبي."
إن رأيت أثرًا، فلا تتوقف عنده.
ابحث عن المحراث… واسأل: من المجنون هذا؟ ومن ألهمه؟
حينها فقط، ستراني… ولن أنزعج، لأنني وفي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق