‏إظهار الرسائل ذات التسميات أدب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أدب. إظهار كافة الرسائل

غرباء عن أبجديتنا

أمام الشاشة

أجلسُ أمام الشاشة
أستجدي الحروفَ أن تلتئم…
أن تتعانق،
أن تشكل كلمة.

وأنا…
أنا الذي كنتُ أفتّت الحرفَ كما تُفتّت الذرّة،
وأكتبُ بشظاياه
ألفَ كلمةٍ وكلمة…

لا بدّ أن الأمر استفحل،
خرج عن السيطرة،
وانفلتتْ مني اللغةُ
كما ينفلتُ الحلمُ عند الصحو.

بينَ الحروفِ وبيني
بحرٌ من صمت،
كلما حاولتُ السباحة فيه
غرقتُ أكثر…

كانتْ الحروفُ تركضُ إليّ
فرِحة،
تتسابقُ على لساني وأصابعي،
كأني كنتُ سيّدَها…
واليوم؟
تهربُ مني،
كأني غريبٌ عنها
وغريبٌ عني.

كم من نصٍ كنتُ أنحتُه من العدم،
كم من قصيدةٍ كنتُ أستخرجُها من قلب الليل
لتضيء!

والآن؟
لا حرفَ يجيب نداءي…
لا جملةَ تكتمل…
لا معنى ينقذني من التيه.

ربما الحرفُ لا يُستجدى.
ربما هو حرية
يمنحُها القلبُ لنفسه…

سأعيدُ ترتيبَ أنفاسي،
وأمسحُ غبارَ اليأسِ عن أصابعي،
وأجلسُ طويلًا،
طويلًا…

حتى تعودَ الحروفُ،
ولو زحفًا،
إلى هذا المكان…
إلى حيث كانتْ
تنبض،
وتعيش،
وتولدُ في داخلي.


صمت الأرض قبل الربيع... حين تصطف الفصول لدفعك إلى النور

🌿 صمت الأرض قبل الربيع... حين تصطف الفصول لدفعك إلى النور

هناك لحظة لا تُكتب في تقاويم الفصول،
لحظة ليست شتاءً، ولا خريفًا، ولا حتى بداية ربيع…
إنها تلك اللحظة الصامتة،
حيث تسكت الأرض، وتبدو وكأنها لا تنبض،
لكن في أعماقها… شيءٌ ما يتحرّك.

ليس الربيع موسماً فحسب،
بل هو مرحلة ننتظرها في حياتنا،
نترقبها بعد شتاءٍ غاضب بلّلنا حتى العظم،
وبعد خريفٍ تساقطت فيه أوراقٌ ظننّاها ثابتة،
لكن كل ذلك لم يكن عبثًا…

🍂 فالخريف، رغم اصفراره،
كان يُسقط منّا ما لم يعد يصلح للبقاء.
كان يُنظّفنا بصمته، كي لا ندخل الربيع مثقلين.

❄️ والشتاء، رغم قسوته،
كان يسقينا دون أن نشعر.
كان المطر يخترق الأرض، لا ليغرقها،
بل ليهيّئ البذور،
كي تنبت حين يحين الوقت.

ثم تأتي تلك اللحظة…
صمتٌ خفيف.
هواء خجول.
تربة تتهيّأ.
وقلب ينتظر.

🌱 لا أحد يرى الربيع حين يبدأ.
لكنه يبدأ.
دائمًا يبدأ.

يبدأ في الروح قبل أن يُزهِر في الحقول.
يبدأ في لحظة إيمان بأن التعب لم يكن بلا جدوى،
وأن السكون لم يكن موتًا، بل انتظارًا مقدسًا.

وها نحن هنا، ننتظر…
لكننا لم نعد كما كنّا.
لقد مررنا بالخريف، وتجلّدنا في الشتاء،
والآن… نُصغي.

نُصغي لذلك الصمت الخفي،
الذي يسبق عادةً كل انفجار حياة.
ذاك الصمت الذي تعرفه الأرض جيدًا،
قبل أن تُنبت أول زهرة.

🌸 نحن على عتبة ربيعٍ لا يشبه ما سبق،
ربيع لا يأتي من الخارج، بل من داخلنا.
ربيعٌ نحمله، لا ننتظره.
ربيعٌ يدفع الفصول لأن تفسح له الطريق.

🌼 الختام:

قد تتأخر الفصول أحيانًا،
لكن حين يصل الربيع الحقيقي…
تنسى روحك البرد، وتبتسم كل خلاياك دفعة واحدة.

كن جاهزًا،
لأن الأرض تتهيّأ…
والربيع آتٍ.

الثلم الذي مررت عليه الف مرة.... دون أن أنظر إليه!

 هناك أماكن في القلب مررنا بها ألف مرة…

لكننا لم نُلقِ نظرة واحدة لما خلّفته الأقدام.

كنت صغيرًا حين قال لي أحدهم:
"لن تنجح، حتى لو بكيت!"
لم أعلق. مشيت.
لكنّي لم أنسَ.
كبرتُ وأنا أحاول أن أُثبت له العكس… لا لنفسي، له فقط.
ثم اكتشفت أني أحرث عمري كله في ثلم قاله غيري، لا ثلمي أنا.

كم مرة بنينا مشاريعنا، أحلامنا، وحتى توبتنا…
فوق كلمات قديمة، لا فوق قناعات ناضجة؟
كم مرة رددنا على الماضي، لا انطلقنا من حاضرنا؟

نعم، لقد سقطتُ مرارًا، ليس لأن الأرض وعرة،
بل لأني أركض في حقل غيري.
ما كان يجب أن أُحرث ردود الأفعال، بل أن أزرع نفسي.

حين لا تواجه ثلمك القديم، تعود إليه كلما أُرهقت…
كما يعود العطشان للبئر الخطأ.

افتح اليوم ذلك الثلم الذي تخشاه،
لا لتهدمه… بل لتفهم: لماذا يخيفك؟
ستندهش:
غالبًا هو لم يعد موجودًا،
لكنك ما زلت تحمله على ظهرك… كعقوبة اخترتها بنفسك.

وغدًا؟
نبحث عن كنز تركه أحدنا في البراري،
لأن من نبش ثلمه اليوم،
يستحق أن يجد كنزًا غدً

صاحب المحراث الذهبي

صاحب المحراث الذهبي – حكاية رجل لا يهدأ له بال

صاحب المحراث الذهبي – حكاية رجل لا يهدأ له بال

هو رجل لا تعرفه الشاشات، ولا تتنافس على صوره المجلات، ولا يلاحقه ضوء الكاميرات… لكنه إذا أمسك قلمه، تحوّل إلى محراث ذهبي يشقّ العقول كما تُشقّ الأرض اليابسة.

لا يكتب ليتباهى، بل كمن يسمع أنينًا من تحت التراب، فيهرع ليُخرج شيئًا نسيه الناس… أو دفنوه عمدًا.

هو لا يهدأ، لأن راحته في التعب، ولا يصمت، لأن صمته خيانة لما رأى وسمع. يحدّث القلوب كما لو أنه ينقذها من غرق بطيء، ويزرع الكلمات كما لو أنها آخر فرصة قبل أن يُغلق الموسم.

عرق الحرف أثقل من عرق الساعد

هذا الرجل حين يكتب، لا يمسك قلماً… بل يمسك معولًا من نور، يضرب به سطح الغفلة، فيخرج شرر المعنى، ويصعد دخان الوعي من ثقبٍ في الروح.

الناس ترسل رسائلها لتُقرأ، وهو يرسل كلماته لتُفيق. يسقي كلماته من عرقٍ لا تراه، لكن إن وضعت يدك على الورق، أحسست بحرارته.

ما من فقرة إلا وهي تنهج، وما من سطر إلا وفيه نبضُ من لم ينم.

هو صاحب المحراث الذهبي، لا لأن قلمه من ذهب، بل لأن ترابه تحوّل إلى ذهب بعد أن مرّ عليه.
"أظن هذه الفقرات كافية لكي يذوب حتى المحراث في الأرض، فتخرج منه ثماراً ذهبية يراها ويُبصرها الأعمى والبصير."

وقد يأتي يوم يُصنَع فيه وسام، يُمنَح لكل من سهر على حفر المعنى، ويُكتب عليه: "لمن حرث الكلمة بصدق… هذا محراثك الذهبي."


إن رأيت أثرًا، فلا تتوقف عنده.
ابحث عن المحراث… واسأل: من المجنون هذا؟ ومن ألهمه؟
حينها فقط، ستراني… ولن أنزعج، لأنني وفي.

الفاصلة... بذرة صغيرة تُنبت الفهم الكبير

الفاصلة... بذرة صغيرة تُنبت الفهم الكبير

الفاصلة... بذرة صغيرة تُنبت الفهم الكبير

مقال إرشادي يُريح أصدقاء سلمان من تعب التردد

📝 مقدمة

قد تبدو الفاصلة مجرد نقطة معلقة في الهواء، لكنها، لمن جرّب مثل سلمان، يمكن أن تتعبك أو تريحك، أن تُفهمك أو تُربكك، أن تجعل من تصنيف بسيط… مغامرة لغوية في لوحة المفاتيح!

فما الفرق بين الفاصلة العربية (،) والإنجليزية (,)؟ وأين نستخدم كل واحدة؟ وكيف نكتبها من لوحة المفاتيح بسهولة؟ هذا ما سنزرعه اليوم، بذرةً تنبت راحة لكل من ضاع في الحروف.

🌍 أولاً: الفاصلتان مختلفتان… شكلًا ووظيفة

النوع الشكل اللغة الاستخدام
فاصلة عربية ، العربية في الجُمل والنصوص
فاصلة إنجليزية , الإنجليزية في الجُمل، البرمجة، التصنيفات في بلوجر

⌨️ ثانيًا: كيف تكتب الفاصلة الإنجليزية من لوحة المفاتيح العربية؟

✳️ الطريقة 1:

  • غيّر لغة لوحة المفاتيح إلى الإنجليزية (EN)
  • اضغط على زر الفاصلة (,) بجانب حرف M

✳️ الطريقة 2 (وأنت في وضع اللغة العربية):

  • جرّب Shift + N أو Shift + ك حسب نوع الكيبورد
📌 أو ببساطة: انسخ الفاصلة الجاهزة من هنا → ,

🧠 ثالثًا: متى تستخدم الفاصلة الإنجليزية بدل العربية؟

✅ في بلوجر عند كتابة تصنيفات (Labels)

🌱 إدمان البذور... وكنوز البراري 🌾

 

إدمان البذور... وكنوز البراري

🌱 إدمان البذور... وكنوز البراري 🌾

بقلم: سلمان كمال

هناك إدمان لا يُحارب، بل يُحتضن... إدمان لا يُطفئ العقول، بل يُشعلها، لا يُرهق القلب، بل يُروّيه. إنه إدمان غرس البذور

نعم، أصبحت مدمناً على زرع الكلمة الصادقة، الفكرة الهادئة، المعنى الدافئ… وليس هذا وحده، بل أصبحت أدعو غيري إلى هذا الإدمان… وأبشرهم: إذا أدمنت الخير، فعدواك مباركة.

من هنا بدأت الرحلة، ومن قلب هذا الإدمان، حرّكنا العجب، وأخرجنا كنوزًا نثرناها في البراري

💎 الكنز الأول: لا تحقر بذرة، فالله يتولاها

قد تقول كلمة ثم تنساها، لكنها تجد قلبًا متعبًا على حافة الانهيار… فتُوقظه، وتُرمّمه، وتُنعشه.

🔸 لا تقل: من أنا؟
🔹 قل: أنا بذرة، والله هو الساقي.

💎 الكنز الثاني: الزرع في البراري ليس عبثًا

قد تكتب ولا يأتيك تعليق، قد تنشر ولا ترى إعجابًا، قد تنصح ولا تجد أذانًا صاغية…

لكن الريح تحمل البذور إلى حيث لا تدري، والغيث لا يستأذن حين يهبط.

🌬️ زرعك سيصل، ربما لا تدري، لكن الله يدري.

💎 الكنز الثالث: الإدمان المبارك... عدوى لا تُقاوم

حين تغرس الخير كل يوم، حين تكتب لا لتُبهر، بل لتُثمر، حين تُضيء، ولو لم يُصفق لك أحد…

عندها تصبح العدوى طيبة، وكل من يراك... يشتاق ليزرع معك.

✨ كلمة للقلوب المشتاقة

يا من تتأمل هذه السطور... لا تنتظر جمهورًا لتزرع، ولا تصغِ للساخرين حين تُمسك بالمحراث، ولا تتراجع إن وجدت الأرض صلبة.

🪴 فقط ازرع…
واصبر…
وكل يوم، ستكتشف أن البراري كانت خصبة أكثر مما ظننت.

✍️ هذه بداية سلسلة قادمة بإذن الله، نكشف فيها كنوزًا منسية، ونوثّق سيرة الإدمان الجميل على الزرع… فمن أراد أن يكون من "مدمني البذور"، فليرافقنا، فالأرض واسعة… والغيث قريب.

📌 تابع المدونة ليصلك كل جديد من كنوز البراري:
🔗 ضع رابط مدونتك هنا

Pinned Post

🌱 سأنتفع بها أنا… ثم لِمَ لا أنفع بها غيري؟

🌱 سأنتفع بها أنا… ثم لِمَ لا أنفع بها غيري؟ في ضوء قوله صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" ...