صمت الأرض قبل الربيع... حين تصطف الفصول لدفعك إلى النور

🌿 صمت الأرض قبل الربيع... حين تصطف الفصول لدفعك إلى النور

هناك لحظة لا تُكتب في تقاويم الفصول،
لحظة ليست شتاءً، ولا خريفًا، ولا حتى بداية ربيع…
إنها تلك اللحظة الصامتة،
حيث تسكت الأرض، وتبدو وكأنها لا تنبض،
لكن في أعماقها… شيءٌ ما يتحرّك.

ليس الربيع موسماً فحسب،
بل هو مرحلة ننتظرها في حياتنا،
نترقبها بعد شتاءٍ غاضب بلّلنا حتى العظم،
وبعد خريفٍ تساقطت فيه أوراقٌ ظننّاها ثابتة،
لكن كل ذلك لم يكن عبثًا…

🍂 فالخريف، رغم اصفراره،
كان يُسقط منّا ما لم يعد يصلح للبقاء.
كان يُنظّفنا بصمته، كي لا ندخل الربيع مثقلين.

❄️ والشتاء، رغم قسوته،
كان يسقينا دون أن نشعر.
كان المطر يخترق الأرض، لا ليغرقها،
بل ليهيّئ البذور،
كي تنبت حين يحين الوقت.

ثم تأتي تلك اللحظة…
صمتٌ خفيف.
هواء خجول.
تربة تتهيّأ.
وقلب ينتظر.

🌱 لا أحد يرى الربيع حين يبدأ.
لكنه يبدأ.
دائمًا يبدأ.

يبدأ في الروح قبل أن يُزهِر في الحقول.
يبدأ في لحظة إيمان بأن التعب لم يكن بلا جدوى،
وأن السكون لم يكن موتًا، بل انتظارًا مقدسًا.

وها نحن هنا، ننتظر…
لكننا لم نعد كما كنّا.
لقد مررنا بالخريف، وتجلّدنا في الشتاء،
والآن… نُصغي.

نُصغي لذلك الصمت الخفي،
الذي يسبق عادةً كل انفجار حياة.
ذاك الصمت الذي تعرفه الأرض جيدًا،
قبل أن تُنبت أول زهرة.

🌸 نحن على عتبة ربيعٍ لا يشبه ما سبق،
ربيع لا يأتي من الخارج، بل من داخلنا.
ربيعٌ نحمله، لا ننتظره.
ربيعٌ يدفع الفصول لأن تفسح له الطريق.

🌼 الختام:

قد تتأخر الفصول أحيانًا،
لكن حين يصل الربيع الحقيقي…
تنسى روحك البرد، وتبتسم كل خلاياك دفعة واحدة.

كن جاهزًا،
لأن الأرض تتهيّأ…
والربيع آتٍ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Pinned Post

🌱 سأنتفع بها أنا… ثم لِمَ لا أنفع بها غيري؟

🌱 سأنتفع بها أنا… ثم لِمَ لا أنفع بها غيري؟ في ضوء قوله صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" ...