عقولنا قاصرة… والعدل كله في الإسلام
إن من الحقائق التي ينبغي أن يعيها الإنسان أن عقله مهما بلغ من النضج والحكمة، يبقى عاجزًا عن الإحاطة بكمال العدل الإلهي وحكمته المطلقة. فالعقل البشري مخلوق محدود، تحكمه الأهواء أحيانًا، والقصور أحيانًا، والجهل كثيرًا. أما خالق العقول ومدبّر الكون، فعدله مطلق وحكمته شاملة.
ولهذا جاء الإسلام ليكون هو النهاية العادلة لكل باحث عن الحق، فمن رام العدل خارج شرع الله، فلن يجد إلا ظلمًا أو نقصًا. قال تعالى:
ومن أحسن من الله حكمًا لقوم يوقنون
(المائدة:50)
ومهما حاول الإنسان أن يقيس عدل الله بنظره القاصر، وجد نفسه يعجز عن الفهم أحيانًا، كما قال تعالى:
وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون
(البقرة:216)
ومن دلائل عجزنا عن الإحاطة بنعمة الله وعدله وحكمته، أن الله سبحانه قال:
وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها
(إبراهيم:34)
وكذلك قوله تعالى:
ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله
(لقمان:27)
ومن الأمثلة على العدل الإلهي الذي قد تستغربه العقول البشرية:
- قصة موسى والخضر (الكهف:60–82) التي أظهرت حكمة الله في أمور خفية.
- آيات القصاص التي أظهرت أن فيه حياة وعدلًا:
ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب
(البقرة:179). - آيات الميراث التي وزّعت الحقوق بعدل إلهي يفوق إدراكنا:
آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من الله
(النساء:11).
فالإسلام هو العدل المطلق، وكل من حاول أن يجد عدلًا كاملًا خارج الإسلام، لن يجد إلا نقصًا أو ظلمًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق