لا تموتن إلا وأنتم مسلمون…

لا تموتن إلا وأنتم مسلمون…

يظنّ بعض الناس أن مجرد النية، أو العيش في بلد مسلم، أو حمل اسم "محمد" أو "أحمد"، كافٍ ليُختم له بالإسلام…

لكن الحقيقة مختلفة.
الخاتمة الطيبة لا تُمنح صدفة، بل تُمنح لمن سعى وثبت، لمن جاهد نفسه، وسأل الله الثبات، وخاف أن يُفتن في لحظة غفلة.

"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون."
(سورة آل عمران – الآية 102)

الله تعالى لا يأمرنا فقط أن نعيش كمسلمين، بل أن نثبت على الإسلام حتى الممات.
أن نُسلِّم لله في حياتنا، حتى نُبعث على ذلك.

⚠️ انتبه…

  • النية وحدها لا تكفي إن لم تُترجم إلى استقامة.
  • البيئة الإسلامية لا تضمن النجاة، إن لم يكن القلب حيًا.
  • الهوية لا تُغني شيئًا إذا لم توافقها الأعمال.

كم من الناس عاشوا في بلاد الإسلام، وقلوبهم كانت بعيدة…
وكم من أناس ختم الله لهم بخير، لأنهم ثبتوا على الطاعة في الخفاء.

إذًا، ماذا نفعل؟

  • نجدد إيماننا كل يوم.
  • نكثر من قول: اللهم يا مقلب القلوب، ثبّت قلبي على دينك.
  • نحاسب أنفسنا بلطف، ونعود إلى الله باستمرار.

🌿 همسة أخيرة:

لا تطلب فقط أن تموت مسلمًا…
بل اطلب من الله أن تعيش مسلمًا بحق،
حتى تلقاه، فيكون راضياً عنك، وتكون مسلمًا عند الرحيل… لا بالاسم، بل بالحال.

📌 بقلم: سلمان كمال
مدونة: بذرة لايف

حين لا نفهم...هل يكون الخطأ فينا؟

 

حين لا نفهم... هل يكون الخطأ فينا؟


نحن نعيش في عالم مليء بالتساؤلات، والمفارقات، والمواقف التي لا نجد لها تفسيرًا واضحًا.

يحدث أن ترى مشهدًا يوقظ فيك الحيرة:
شخص يفعل شرًّا في الظاهر، لكنه يُكافأ.
وآخر يُحسن، ثم يُجازى بالسوء.
حدثٌ غريب يقع، يبدّل مجرى حياةٍ بأكملها... ولا أحد يملك جوابًا شافيًا.

في لحظة كهذه، يميل الإنسان – بطبعه – إلى إصدار الحكم السريع:
"هذا ظلم!"
"هذا جنون!"
"أين المنطق؟!"

لكن، ماذا لو لم يكن الخلل في الأحداث، بل في زاوية رؤيتنا لها؟
ماذا لو كنا نرى جزءًا من الصورة، لا كلها؟
وماذا لو أن ما يبدو "شراً" اليوم، هو ما سيقودنا بعد حين إلى خيرٍ كنا نجهله؟

كم مرةً غضبنا من أمرٍ وقع... ثم شكرنا الله عليه لاحقًا؟
كم طريقٍ ظننّاه مسدودًا... فإذا به بوّابةً إلى أفقٍ أرحب؟

إن من تواضع العقل البشري أن يعترف:
"أنا لا أفهم كل شيء. ولا أملك مفاتيح الحكمة المطلقة."

هذا لا يعني الاستسلام، ولا يعني قبول الظلم،
بل يعني فقط أن نُمسك أحيانًا عن الحكم،
أن نُعطي الحياة وقتها حتى تكشف أسرارها،
وأن نصبر حين تضيق الرؤية، لأن في الصبر نورًا لا يُرى بالعين المجردة.

ليست كل الإجابات جاهزة.
ليست كل الأسئلة ضروريّة في لحظتها.
لكن هناك دائمًا حكمة...
في كل تأخير، في كل خسارة، في كل منع،
ولو طال الزمن حتى تظهر.

خاتمة:

تعلَّم أن تقول أحيانًا:
"ربّما لم أفهم بعد..."
فهذا الاعتراف وحده،
قد يكون أول خطوة نحو الفهم الحقيقي.

هذه اليد التي يحبها الله ورسوله

هذه اليد التي يحبها الله ورسوله

في زمنٍ كثرت فيه الألقاب وتفاخر الناس بالمظاهر، بقيت هناك أيادٍ صامتة، لا تتكلم كثيرًا، لكنها تروي حكايات عظيمة من الصبر والكفاح والعمل الشريف. هي أيادٍ خشنة، ربما سوداء من الغبار، أو متشققة من أثر الماء والمنظفات، لكنها عند الله أطيب وأشرف من كثير من الأيدي الناعمة الكسولة.

يد العامل الكادح… يد يحبها الله ورسوله

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله يحب العبد المحترف"
وفي رواية: "ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده".

فهنيئًا لمن يده متسخة من التراب لا من الحرام، ومن العمل لا من الفراغ.

كم هو عظيمٌ ذلك الشاب الذي يستيقظ قبل طلوع الشمس، ليمسك المكنسة ويبدأ بتنظيف الشوارع. قد لا يلتفت إليه الناس، لكن الملائكة تكتب، والله يرى، ويحب.

أمثلة من الأعمال التي يحبها الله

  • عامل النظافة: الأرض تشهد له، والزوايا التي نظفها تُبارك خطواته.
  • البنّاء والمُعَمِّر: يحمل الطوب ويعرق تحت الشمس ليبني الوطن.
  • الحمال: يسند ظهره ويتلقى الأوامر، لكنه يمشي في طريق الحلال.
  • السائق البسيط: يوصل الناس في الزحام، ويطلب رزقه بكرامة.
  • السبّاك، الكهربائي، النجار، الحداد، الفلاح… كلهم جنود مجهولون يحبهم الله.

العمل شرف وليس عيبًا

في مجتمعنا، تحتاج بعض العقول أن تُغسل لا أن تُغسَل أيدي العامل. ليس العيب أن تعمل في تنظيف الشوارع، بل العيب أن تسرق أو تتكاسل أو تعيش عالة على الآخرين.
كل مهنة شريفة تُمارس بصدق وإتقان، هي عبادة. وكل كدٍّ وجهدٍ من أجل اللقمة الحلال، هو طريق إلى الجنة.

رسالة إلى الشباب

لا تخجل من العمل الشريف، ولو كان بسيطًا.
ابدأ صغيرًا، واسعَ، وتعلّم، وكن فخورًا بما تفعله، طالما أنك لم تمدّ يدك إلى الحرام.
اعلم أن اليد التي يحبها الله ليست ناعمة مدللة، بل يدٌ تعمل، تصنع، تبني، وتُطعم أهلها من كسبها.

في الختام

يا من تعمل في صمت، وتكدّ في سبيل لقمة الحلال، سلامٌ على يديك، سلامٌ على عرقك، وسلامٌ على قلبك الذي لا يشتكي.
يكفيك فخرًا أن الله يحبك، ورسوله يحبك، وإن لم يحبك من في الأرض.

يمرّون على آيات الله وهم عنها معرضون

يمرّون على آيات الله وهم عنها معرضون

في زحمة الحياة، نعيش كأننا مخلدون. نُسابق الزمن، نركض خلف الرزق، نُلاحق المتاع، وتمرّ علينا آيات الله صباحًا ومساءً… دون أن ننتبه. نُشاهد المعجزات تتكرر في الأفق وفي أنفسنا، نسمع القرآن يُتلى، ونقرأ الآيات، لكن القلب في مكان آخر، والعين تنظر دون أن تبصر.

الغفلة ليست فقط أن تنسى الله، بل أن تعيش وكأنك لن تلقاه. تمرّ على نعم لا تُعد، على تحذيرات لا تُحصى، على مشاهد في الكون والقرآن، ثم تُكمل الطريق كأن شيئًا لم يكن.

"وفي أنفسكم أفلا تبصرون" (الذاريات: 21)

"سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق" (فصلت: 53)

كل شيء من حولك يتكلم عن الله: غروب الشمس الذي يذكّرك بنهاية العمر، الشجرة اليابسة التي عادت خضراء لتذكّرك بالبعث، الطفل الذي وُلد لتدرك قدرة الخالق، الميت الذي يُدفن ليذكّرك بمصيرك…
لكن الإنسان، في غفلته، لا يسمع هذه النداءات.

"وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون" (يوسف: 105)

حتى القرآن، الذي يُتلى في البيوت، في المساجد، في الهواتف… أصبح صوتًا مألوفًا لا يحرك القلب، ولا يُرعد الجسد.
كم مرة مررنا على آيات الجنة، ولم نشتقّ لها؟
كم مرة سمعنا آيات النار، ولم نرتجف؟
كم مرة قرأنا:

"أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" (محمد: 24)

ومع ذلك، بقينا نقرأ بلا تدبر، ونسمع بلا تأثر.

لكن الغفلة لا تدوم…
فلكل إنسان لحظة استيقاظ، قد تكون عند مصيبة، أو عند فقدان، أو عند مرض، أو… عند الموت.
عندها تتغير الرؤية، وتنكشف الحقيقة، وتُقال الكلمة التي تُرجّ القلب:

"لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد" (ق: 22)

عندها يرى الإنسان كل ما كان غافلًا عنه.
يرى كم ضيّع من الوقت، وكم أعرض عن الآيات، وكم تجاهل النداءات.
لكن حينها، لا ينفع الندم، ولا تُقبل العودة.

فهل ننتظر حتى يصبح بصرنا "حديدًا"؟

هل ننتظر لحظة الموت لنرى الحقيقة التي أمامنا منذ الآن؟
دعونا نستيقظ قبل فوات الأوان.
دعونا ننظر بعين التأمل، لا بعين العادة.
دعونا نمرّ على آيات الله ونحن مُبصرون، لا غافلون.

"إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد" (ق: 37)

اللهم لا تجعلنا من الغافلين،
ولا تكشف الغطاء إلا وقد تبنا وأنبنا ووعينا،
اللهم اجعلنا نرى بقلوبنا قبل أن نرى بأبصارنا.

نتائج البيام تقترب... والجزائر بين ترقّب وأمل

نتائج البيام تقترب... والجزائر بين ترقّب وأمل

الليلة ليست كسائر الليالي في الجزائر...
البيوت مضاءة، القلوب معلّقة، والعيون لا تنام.

إنه الموعد المنتظر من آلاف التلاميذ، وآلاف الأمهات والآباء والمعلمين...
نتائج شهادة التعليم المتوسط (البيام) تقترب،
وصوت القلق يهمس في كل بيت: هل نجح؟ هل نجحت؟


في هذا الامتحان، لا يُختبر التلميذ فقط،
بل تُختبر معه أشهر من الجهد، ليالٍ من السهر، لحظات من الدعاء، وخوف مكتوم في صدور الأمهات.
لكن أيضًا: ثقة، أمل، وتفاؤل لا يموت.

في بعض الزوايا، طفل يحاول أن يبدو قويًا،
وفي زوايا أخرى، أمّ تتظاهر بالهدوء وتهمس في قلبها: يا رب...

أما الأب، فيتصفح هاتفه كأنه لا ينتظر شيئًا...
لكن نظرته لا تكذب، ويده لا تكف عن الضغط على صفحة النتائج.


ليست كل البيوت متشابهة،
هناك من ينتظر النتيجة ليحتفل،
وهناك من يخافها… خشية دمعة صغيرة على خدّ طفل مجتهد لم يحالفه الحظ.

لكنّنا، في النهاية، بلد لا تحكمه النتائج، بل تُوجّهه النيّات والمثابرة.
البيام ليس نهاية طريق، بل علامة على أول خطوة في مسار أطول.

🌟 رسالة للتلميذ:

إن نجحت، ففرحتك فرحتنا.
وإن لم تنجح هذه المرة، فثق أن الحياة فيها أكثر من فرصة،
وأن النجاح لا يُقاس بورقة، بل بروح لا تعرف الاستسلام.

🙏 رسالة للأهل:

ابنكم أو بنتكم… أغلى من أي نقطة،
احتضنوهم الليلة، مهما كانت النتيجة.
الكلمة الطيبة وقت النتيجة، تزرع أملًا لا يُنسى.

🕊️ في الختام:

الليلة، الجزائر لا تنتظر فقط نتائج…
بل تنتظر فرحة، وابتسامة، وتجاوز، ونضج تربوي وإنساني.

فليكن الغد يومًا جميلًا للجميع،
نجاحًا أو تجربة… فكلها خطوات نحو النور.

صمت الأرض قبل الربيع... حين تصطف الفصول لدفعك إلى النور

🌿 صمت الأرض قبل الربيع... حين تصطف الفصول لدفعك إلى النور

هناك لحظة لا تُكتب في تقاويم الفصول،
لحظة ليست شتاءً، ولا خريفًا، ولا حتى بداية ربيع…
إنها تلك اللحظة الصامتة،
حيث تسكت الأرض، وتبدو وكأنها لا تنبض،
لكن في أعماقها… شيءٌ ما يتحرّك.

ليس الربيع موسماً فحسب،
بل هو مرحلة ننتظرها في حياتنا،
نترقبها بعد شتاءٍ غاضب بلّلنا حتى العظم،
وبعد خريفٍ تساقطت فيه أوراقٌ ظننّاها ثابتة،
لكن كل ذلك لم يكن عبثًا…

🍂 فالخريف، رغم اصفراره،
كان يُسقط منّا ما لم يعد يصلح للبقاء.
كان يُنظّفنا بصمته، كي لا ندخل الربيع مثقلين.

❄️ والشتاء، رغم قسوته،
كان يسقينا دون أن نشعر.
كان المطر يخترق الأرض، لا ليغرقها،
بل ليهيّئ البذور،
كي تنبت حين يحين الوقت.

ثم تأتي تلك اللحظة…
صمتٌ خفيف.
هواء خجول.
تربة تتهيّأ.
وقلب ينتظر.

🌱 لا أحد يرى الربيع حين يبدأ.
لكنه يبدأ.
دائمًا يبدأ.

يبدأ في الروح قبل أن يُزهِر في الحقول.
يبدأ في لحظة إيمان بأن التعب لم يكن بلا جدوى،
وأن السكون لم يكن موتًا، بل انتظارًا مقدسًا.

وها نحن هنا، ننتظر…
لكننا لم نعد كما كنّا.
لقد مررنا بالخريف، وتجلّدنا في الشتاء،
والآن… نُصغي.

نُصغي لذلك الصمت الخفي،
الذي يسبق عادةً كل انفجار حياة.
ذاك الصمت الذي تعرفه الأرض جيدًا،
قبل أن تُنبت أول زهرة.

🌸 نحن على عتبة ربيعٍ لا يشبه ما سبق،
ربيع لا يأتي من الخارج، بل من داخلنا.
ربيعٌ نحمله، لا ننتظره.
ربيعٌ يدفع الفصول لأن تفسح له الطريق.

🌼 الختام:

قد تتأخر الفصول أحيانًا،
لكن حين يصل الربيع الحقيقي…
تنسى روحك البرد، وتبتسم كل خلاياك دفعة واحدة.

كن جاهزًا،
لأن الأرض تتهيّأ…
والربيع آتٍ.

الشجرة

 

🌿 المقدّمة:

الشجرة… ليست فقط قصة في الجنة

ليست الشجرة التي نبتت في الجنة فقط هي ما يُراد لنا أن نتدبّره…
بل هناك شجرة أخرى، تنبت كل يوم في أعماق قلوبنا:
في قراراتنا، في اختياراتنا، في ضعفنا أمام الشهوة، وفي نسياننا للوصية.

نحن أبناء آدم…
نقرأ قصته، فنحزن عليه، ونلومه:
كيف نسي؟ كيف أكل؟ كيف خرج من الجنة؟
لكننا لا نلتفت إلى الحقيقة الموجعة:
نحن نعيد نفس القصة كل يوم… بشهوتنا، بتقصيرنا، بتبريرنا.

أباح الله لنا نعيمه، وفتح لنا أبوابًا واسعة من الحلال،
ومنع شيئًا يسيرًا،
ذلك الشيء كان رمزًا للاختبار، لا لقمع الرغبة، بل لتربية الإرادة.
فهل وقفنا عند حدّه؟
أم اقتربنا، رغم التحذير؟

هذه السلسلة ليست تفسيرًا تقليديًا،
بل رحلة نحو الداخل
نحو الشجرة التي فينا، لا التي في الجنة.
وقفة تأمل… ومراجعة… ودعوة للرجوع.
لكن لا إلى الشجرة،
بل إلى الله.
لا تحت ظلها،

بل في ظل رحمته

هذه كانت فاتحة الطريق...
وفي أول محطة من هذه السلسلة، سنتوقف أمام سؤالٍ قديمٍ – جديد:
لماذا لم يُسمّ الله الشجرة؟
وما سرّ هذا الصمت القرآني عن نوعها؟

لنكتشف معًا أن الحكمة ليست في معرفة ماهيّة الشجرة… بل في مغزى النهي عنها.

✨ إلى اللقاء في أول تأمل….

Pinned Post

🌱 سأنتفع بها أنا… ثم لِمَ لا أنفع بها غيري؟

🌱 سأنتفع بها أنا… ثم لِمَ لا أنفع بها غيري؟ في ضوء قوله صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" ...