حين لا نفهم... هل يكون الخطأ فينا؟
نحن نعيش في عالم مليء بالتساؤلات، والمفارقات، والمواقف التي لا نجد لها تفسيرًا واضحًا.
يحدث أن ترى مشهدًا يوقظ فيك الحيرة:
شخص يفعل شرًّا في الظاهر، لكنه يُكافأ.
وآخر يُحسن، ثم يُجازى بالسوء.
حدثٌ غريب يقع، يبدّل مجرى حياةٍ بأكملها... ولا أحد يملك جوابًا شافيًا.
في لحظة كهذه، يميل الإنسان – بطبعه – إلى إصدار الحكم السريع:
"هذا ظلم!"
"هذا جنون!"
"أين المنطق؟!"
لكن، ماذا لو لم يكن الخلل في الأحداث، بل في زاوية رؤيتنا لها؟
ماذا لو كنا نرى جزءًا من الصورة، لا كلها؟
وماذا لو أن ما يبدو "شراً" اليوم، هو ما سيقودنا بعد حين إلى خيرٍ كنا نجهله؟
كم مرةً غضبنا من أمرٍ وقع... ثم شكرنا الله عليه لاحقًا؟
كم طريقٍ ظننّاه مسدودًا... فإذا به بوّابةً إلى أفقٍ أرحب؟
إن من تواضع العقل البشري أن يعترف:
"أنا لا أفهم كل شيء. ولا أملك مفاتيح الحكمة المطلقة."
هذا لا يعني الاستسلام، ولا يعني قبول الظلم،
بل يعني فقط أن نُمسك أحيانًا عن الحكم،
أن نُعطي الحياة وقتها حتى تكشف أسرارها،
وأن نصبر حين تضيق الرؤية، لأن في الصبر نورًا لا يُرى بالعين المجردة.
ليست كل الإجابات جاهزة.
ليست كل الأسئلة ضروريّة في لحظتها.
لكن هناك دائمًا حكمة...
في كل تأخير، في كل خسارة، في كل منع،
ولو طال الزمن حتى تظهر.
خاتمة:
تعلَّم أن تقول أحيانًا:
"ربّما لم أفهم بعد..."
فهذا الاعتراف وحده،
قد يكون أول خطوة نحو الفهم الحقيقي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق