كلمة خير... بذرة خفية تثمر في صمت
في زحام الأيام، وبين انشغالات الحياة، قد تمرّ بنا لحظة نُلقي فيها كلمة خير، بعفوية، بلا حساب للزمان أو للمكان، ولا نعرف لمن قلناها، ولا متى. ننسى نحن، وتبقى الكلمة. تسافر عبر الأرواح، وتجد لها تربة طيبة في قلب أحدهم. فتورق... وتثمر... وتؤتي أُكُلها.
ليست كل البذور تحتاج إلى ضوءٍ لترى ثمارها. بعض البذور تُزرع في الخفاء، وتنبت في الخفاء، وتظل تُغدق خيرها في الخفاء... لكن الله لا ينسى.
كلمة تُقال في لحظة صدق، تتحول إلى نبع حياة في قلب إنسان لا نعرفه، وربما لن نعرفه أبدًا. ولكن يكفي أن الله يعرف.
ولعلّك اليوم، وأنت تقرأ هذه السطور، تتذكّر وجهًا عابرًا، أو رسالة قديمة، أو نظرة امتنان غامضة، من شخص مرّ بحياتك... تركت فيه شيئًا لا يُرى، ولم تكن تدري.
يا صانع الخير في الخفاء، يا زارع الكلمات النبيلة في صمت، اعلم أن الله لا يُضيع أجر من أحسن عملاً، وأن أعظم الأثر، هو ما لم تُرد به إلا وجه الله.
فلا تتردد في أن تقول كلمة طيبة. أن تبتسم. أن ترفع معنويات أحدهم، حتى وإن بدا لك الأمر تافهًا. قد تكون تلك هي اللحظة التي تُبدّل مسار حياة، وتُكتب لك بها أبواب من نور في صحيفتك وأنت لا تدري.
فمن يدري؟
ربّ كلمة منك، تُسقي بها حديقة كاملة في قلبٍ لم تره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق