📘 بعد البكالوريا... حين تنتهي المعركة وتبدأ الحقيقة
انتهت البكالوريا. أسدل الستار على عامٍ كامل من السهر، والتعب، والقلق، والطموحات المعلّقة بين الحلم والواقع. غادر الجميع القاعات، وأُلقيت الأقلام، وعمّ الصمت... لكنه صمتٌ يحمل في طيّاته ضجيجًا داخليًا لا يُرى.
البعض خرج مبتسمًا، والبعض خرج واجمًا.
هناك من شعر بأنه انتصر، وهناك من أحسّ أنه خسر.
منهم من غادر وفي قلبه فرح، ومنهم من غادر وعلى كتفيه غيمة من الندم، أو موجة من الغضب، أو شعور بالخذلان.
هكذا هي البكالوريا في الجزائر، ليست مجرد امتحان، بل تجربة عمر، ومفترق طرق. لكنها ـ ورغم كل ذلك ـ مجرد محطة، لا نهاية العالم، ولا حكمًا نهائيًا على من نكون.
كل ما كنت تستطيع فعله، قد فعلته.
كل ما أمكنك تقديمه، قد قُدِّم.
وليس عليك الآن إلا أن ترضى.
ترضى لا لأنك متأكد من النتيجة، بل لأنك بذلت جهدك، والاجتهاد لا يضيع عند الله، ولا يذهب هباءً عند من يفهم معنى الحياة.
لا فائدة من جلد الذات.
ولا حاجة للغرق في الخوف أو الحسرة.
بل كل ما يجب الآن هو أن تسكن نفسك، وتمنحها لحظة صدق:
"لقد فعلت ما بوسعي، والباقي على الله".
ما بعد البكالوريا أهم من البكالوريا نفسها.
فهناك من سينجح ويفشل في الحياة، وهناك من قد لا ينجح في البكالوريا، لكنه يصنع المجد في ميادين أخرى.
الحياة لا تُقاس بورقة امتحان، بل بإرادة الإنسان.
أيًّا كانت النتيجة، فـرضاك الآن هو أول خطوة نحو الطريق القادم.
لا تستعجل الأحكام، ولا تُنهك قلبك باللوم.
كن رفيقًا بنفسك، كما كنت صبورًا في عامك الدراسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق