🌿 الحسد.. داء القلوب المذموم 🌿
تعريف الحسد:
الحسد هو أن يتمنى المرء زوال نعمة أنعم الله بها على غيره، سواء رغب في أن تنتقل إليه أو لا. وهو داء قلبي خطير، نهى الله عنه وذمه في كتابه العزيز، لما فيه من اعتراض على حكمة الله، وبغض لنعمته على عباده.
الحسد في القرآن الكريم:
لقد حذّر الله عباده من شر الحاسدين في مواضع كثيرة، منها:
- قوله تعالى:
«ومن شر حاسد إذا حسد» [الفلق: 5]
وفيها إشارة إلى أن الحاسد إذا أضمر في نفسه الحسد ولم يحاول إيذاء المحسود فهو آثم بنفسه، أما إذا أظهر حسده بالسعي لإيذاء الناس فشره أعظم. - وقوله تعالى:
«أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله» [النساء: 54]
بيان لحسد بعض أهل الكتاب للرسول ﷺ وأصحابه لما آتاهم الله من النبوة والكتاب. - وقوله سبحانه:
«حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق» [البقرة: 109]
وهذا وصفٌ لأشد الحسد، حين يحسدون مع علمهم بالحق، فيجمعون بين الحسد والجحود.
خطر الحسد على الفرد والمجتمع:
- الحسد يفسد قلب الحاسد ويحرمه راحة النفس والرضا.
- يدفع الحاسد إلى الظلم والغيبة والعدوان.
- ينشر البغضاء ويقطع الأرحام ويضعف وحدة المجتمع.
دواء الحسد:
- على المسلم أن يتذكر أن النعم بيد الله يقسمها كيف يشاء، وأن الحسد لا يغير شيئًا من أقدار الله، بل يجلب الإثم والهم لصاحبه.
- الدعاء للنفس بالصبر والرضا، وطلب البركة للناس فيما رزقهم الله.
- أن يحب لغيره ما يحب لنفسه كما جاء في الحديث: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
- الإكثار من ذكر الله، وخاصة أذكار الصباح والمساء، وسؤال الله العافية.
الخلاصة:
الحسد مرضٌ قلبي مذموم، يفسد الدين والدنيا. لذا أمر الله بالاستعاذة منه، وحذرنا من الوقوع فيه، وحثنا على التوكل عليه والرضا بما قسم لنا.
إصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله
نسأل الله أن يطهر قلوبنا من الحسد، وأن يرزقنا القناعة والرضا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق